الشيخ مسلم بن حم: الاستمرارية مقياس النجاح في عالم البيزنس

الشيخ مسلم بن حم: الاستمرارية مقياس النجاح في عالم البيزنس

“جريدة الرؤية الإماراتية”

«العبرة ليست في نجاح المشاريع بل في استمراريتها».. عبارة تصدرت عدة نصائح تحدث بها الشيخ مسلم بن حم العامري، عضو المجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي رئيس مجلس إدارة مجموعة بن حم الاستثمارية، إلى رواد الأعمال، مؤكداً أهمية القطاع الخاص وقدرة أصحاب المشاريع والأفكار على تحويل نماذجهم الصغيرة إلى تجارب قوية ومتنوعة قائمة على الأرض، تساهم في خلق قوة اقتصادية وطنية تنافسية محلياً وعلى الصعيد الدولي.

واستعرض الشيخ مسلم بن حم، من خلال تجربته، عدة نصائح تساعد أصحاب الأعمال الصغيرة على المضي نحو مراحل التوسع في مشاريعهم، بما يواكب متطلبات العصر وأدواته، وهو لا يعزز فقط نمو أعمالهم، بل صمودها أيضاً في وجه الأزمات الطارئة، مثل جائحة «كوفيد-19» على سبيل المثال.

بدأت مسيرتك العملية في سن مبكرة جداً، فما الأساس الذي اعتمدت عليه؟

التركيز على احتياجات السوق المحلي والاقتصاد الوطني هو أساس نجاح أفكار المشاريع للتحول لواقع ملموس، فسعيت لإنشاء أول أعمالي عام 1974 بقطاع الزراعة، عبر تنفيذ مشروع لإكثار النخيل، وتلاها إنشاء شركة للمقاولات تولت أعمالاً أساسية في مرحلة التطوير العمراني الأول للدولة، ثم في عام 1982 أنشأت شركة أخرى خاصة بأنشطة الحفر لتقوم بدور ملموس في مجال إجراء الدراسات الفنية وحفر الآبار والبحث عن مصادر المياه وآبار النفط أيضاً.

كيف ساعدتك الخبرة الأولى في تحفيز روح المخاطرة والدخول إلى قطاعات جديدة بالسوق؟

لا شك أن الخبرات المكتسبة في استطلاع السوق كان لها دور في البحث عن الفرص غير التقليدية لتوسيع الأنشطة، كما أن ظهور الحاجة إلى الإنشاء العمراني خلق في المقابل حاجة متزايدة لتأمين مصادر سلع البناء، ما دفعنا لتأسيس شركات أخرى إضافية للصناعات الإسمنتية، إلى جانب أخرى لتجارة مواد البناء، ما كفل تعزيز مكانتنا في قطاع المقاولات بشكل عام.

هل اقتصر التنوع الاستثماري لأنشطتكم على القطاعات المرتبطة بمرحلة التأسيس؟

إن إحدى الخبرات الإضافية التي يجب أن يتمتع بها أصحاب الأعمال هي تنويع المحفظة الاستثمارية وتدوير الفوائض المالية نحو الأنماط المختلفة، ولذلك قمنا في منتصف الثمانينات بإنشاء شركة جديدة للقيام بأنشطة الصرافة والمعاملات مع البنوك، وهو ما أمن التنوع، إلى جانب الثقة الائتمانية، ثم في عام 1988 بمواصلة هذا النهج تم إطلاق شركة للخدمات الكهربائية والميكانيكية ثم الدخول لمجالات التجارة والاستيراد، فأنشأنا 6 شركات أخرى مع بداية التسعينات اختصت بالتجارة العامة والاستيراد وبيع السيارات والمخابز.

لم تتوقف أنشطتكم عند حدود السوق المحلي، فما العوامل التي عززت خروجكم للأسواق الإقليمية؟

إن إدراكنا لأهمية التنافسية خارج أسواق الدولة دفعنا للبحث عن متطلبات الأسواق المحيطة، فأسسنا شركة للمقاولات العامة في مسقط، كما قمنا بتأسيس شركة للتجارة في المغرب مختصة بمجالات المقاولات العامة والتطوير العقاري واستيراد وتصدير المعدات الهندسية، إضافة لذلك فقد عمدت أنشطة المجموعة العقارية إلى إطلاق العديد من استثمارات الأراضي والعقارات والمقاولات بدول مجلس التعاون واليمن.

هل واجهت تحديات على صعيد المنافسة الأجنبية في ظل انفتاح الدولة على العالم؟

لعل أحد عوامل تخطي أثر تلك المنافسة هو البحث عن الشراكات التي تعزز النمو، وهو ما حققناه في عام 2004 بتأسيس مجموعة سيتي سيزن للفنادق لتنتشر فنادقها في كلٍّ من العين وأبوظبي ودبي ومسقط، إضافة للتطلع لتشييد فنادق أخرى في دول عربية وأوروبية، وهو ما شجعنا في المقابل على التوسع بالقطاع السياحي لنطلق بعض الشركات في مجال السفريات والسياحة إلى جانب شركة للشحن العالمي.

كيف تنصح رواد الأعمال لتخطي تداعيات الأزمات، لا سيما ما خلفته الجائحة؟

أعتقد أن تطور المشاريع واعتمادها على بيئات عمل مرنة وذكية هو مطلب أساسي حالياً، لا سيما للمشاريع الصغيرة التي تعد أكثر قابلية وسرعة للتحول التقني. ويجب على رواد الأعمال زيادة ربط مشاريعهم بالحلول التقنية لمواجهة الأزمات المستقبلية أو استمرارية الوضع الاحترازي مقابل بقاء الجائحة لفترة أطول، كما أن الفرصة الحالية تتيح لأصحاب المشاريع الإدارة المباشرة بأنفسهم، وهو ضرورة ملحة حالياً للوقوف على قوة المشروع وثباته على أن يعتمد في مواصلة النشاط على العناصر الوظيفية ذات الكفاءات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*